ألقى مدير عام جمعية المبرّات الخيرية الدكتور محمد باقر فضل الله كلمة في مجلس المديرين التعليمي الذي انعقد أمس في مبرة السيدة خديجة الكبرى على طريق المطار وحضره مديرو مدارس المبرّات ومعاهدها وأعضاء مديرية التربية والتعليم في المبرّات، وتناول فيها “محاولات الخروج من تداعيات العدوان الإسرائيلي على الوضع التعليمي وتحديد أولويات العملية التعليمية التربوية”.
ومما جاء في كلمته: “نحن نعلم جيداً أن كلا من الحاضرين قد حمل مهمات متعددة، سواء في إدارة الأزمة داخل المدارس والمعاهد أو في متابعة الظروف المحيطة بالتلاميذ وبالعاملين. ولهذا، أود أن أؤكد لكم أن هدفنا اليوم هو التعاون والتشاور في إعادة رسم مسارات العمل بما يراعي الواقع ويستثمر الوقت المتبقي من العام بأفضل صورة ممكنة من دون أن نغفل عن الجانب الإنساني الذي يظل جوهر عملنا”.
ولفت إلى “أن إصرارالمبرّات على تخطي الأزمات وتحقيق أقصى استفادة مما تبقى من العام الدراسي سيعيد نبض الحياة إلى مدارسها، ويعيد للمعلمين والتلاميذ الشعور بالأمان والاستقرار، ولأولياء الأمور الثقة بأننا على قدر عالي من المسؤولية”.
وأضاف: “الوضع التعليمي اليوم ليس بأفضل حالاته وليس كما كان قبل الأزمة، حيث أدى الانقطاع الطويل للدراسة إلى تعطيل المناهج التعليمية لفترات طويلة تجاوزت أكثر من 45 يوماً من التعليم الفعلي. هذا الانقطاع أسفر عن فجوة تعليمية ملحوظة في معظم الصفوف. ورغم جهود المعلمين والمشرفين لتقديم المحتوى التعليمي عن بعد، إلا أن هناك جوانب عديدة من العملية التعليمية لم تصل إلى مستوياتها المعتادة من الفعالية بسبب الضغوط التي واجهها الجميع من المعلمين والتلاميذ إلى الأهالي. لذا، يتطلب الوضع اليوم استنفار الجهود والعمل على معالجة هذه الفجوة التعليمية بشكل فوري إذ أن الجميع يدرك تماما مخاطر هذه المرحلة وأبعادها”.
ورأى فضل الله أن “الوضع التعليمي يتطلب إعادة هيكلة محتوى المناهج بطريقة مرنة، مع إمكانية تعديل التوزيع الزمني والمحتوى التعليمي بما يتناسب مع ظروف التلاميذ دون زيادة الضغط عليهم”.
وشدد على “ضرورة تنظيم الأنشطة لتعويض ما فات، مثل الأنشطة الرياضية والفنية والثقافية التي تتيح للتلاميذ التعبير عن أنفسهم، وكذلك التركيز على تفعيل أنشطة الذكاء العاطفي والاجتماعي، مما يساهم في إعادة التلاميذ إلى بيئة مدرسية صحية”.
وختم: “نتطلع إلى عودة العجلة الاقتصادية إلى مسارها الطبيعي ما يعيد لنا القدرة على الوفاء بالتزاماتنا المالية، مع تأكيدنا العميق أننا ملتزمون ببذل المزيد من الجهود ضمن أقصى إمكانيات المبرّات لتوفير بيئة عمل حاضنة لجميع موظفينا، وأننا نعمل بكل جهد لضمان أن تكون حياة أسرة المبرّات حياة كريمة بحيث يتناسب ذلك مع احترامنا واعتزازنا بكل فرد من أفراد هذه المؤسسة”.