احتفلت محافظة مسقط اليوم بختام مسابقة “مسقط تلهمنا” للأفلام القصيرة، وذلك تحت رعاية معالي السيد سعود بن هلال البوسعيدي، محافظ مسقط، وبحضور عدد من أصحاب السعادة والمسؤولين، إلى جانب نخبة من المهتمين بصناعة الأفلام والمشاركين في المسابقة، بمنتجع جميرا خليج مسقط.
حقق فيلم “مسقط حيث توج فلم جوهرُ الإلهام” للمخرجة سارة بنت عبدالله بن أحمد البلوشية المركز الأول، بينما جاء فيلم “عين السماء” للمخرجة رقية بنت عبدالله بن إبراهيم الزعابية في المركز الثاني، و حصل فيلم “الجوهرة العمانية مسقط” للمخرج المهند بن هلال بن سليمان السريري على المركز الثالث. فيما نال المركز الرابع محمود بن حمدان بن سليمان الفزاري عن فيلمه “عامرة على مر الزمان”، وحصل فيلم “اكتشف مسقط” لناصر بن عبدالله بن ناصر الهاشمي على المركز الخامس. أما المركز السادس فكان من نصيب فيلم “أنا مسقط” للمهند بن محمد الريامي، بينما فاز فيلم “أبواب مسقط” لمحمد بن هلال الغافري بالمركز السابع. وأخيراً، حصل فيلم “حضارة الماضي ورؤية المستقبل” لسعود بن محمد الفليتي على المركز الثامن. كما تم منح المشاركين الآخرين شهادات مشاركة تقديراً لجهودهم المبذولة في المسابقة.
بدأ الحفل بكلمة افتتاحية لمحافظة مسقط، تم خلالها تقديم شرحا وافيا عن أهداف المسابقة وأهميتها في تعزيز الإبداع الفني وتسليط الضوء على إنجازات المحافظة بطرق مبتكرة.
وأشادت محافظة مسقط في كلمتها بدور لجنة التحكيم التي ساهمت بخبراتها في اختيار أفضل الأعمال المشاركة، حيث أكدت على أن المسابقة شهدت مشاركة مميزة من مختلف الفئات؛ من مخرجين، ومنتجين، وطلاب، وهواة، وشركات محلية متخصصة في صناعة الأفلام، إلى جانب المصورين والفنانين والمؤسسات التعليمية وأفراد المجتمع المحلي، الأمر الذي عزز من منطلقات المسابقة وإيمانها بأن الصناعات الإبداعية تؤدي دوراً محورياً في تعزيز المحتوى المرئي؛ بما يُسهم في الترويج لمحافظة مسقط.
كما أكدت المحافظة في كلمتها بأن مبادرة “مسقط تلهمنا” من شأنها أن تمكن المبدعين من تقديم أفلام مبتكرة تسهم في تطوير قطاع التصوير والإخراج، مع ترسيخ ثقافة إنتاج الأفلام الترويجية المستدامة. كما تُجسد التزام محافظة مسقط ككيان إداري في بناء شراكات فعّالة مع المجتمع، لاستثمار الأفكار المبدعة وتحفيز المبادرات المستقبلية التي تخدم الجميع، وفي السياق ذاته فقد عبرت المحافظة عن اعتزازها بكافة المشاركين في العموم، وللفائزين على إنجازاتهم الإبداعية بشكل خاص، على أمل أن تكون هذه المسابقة امتداد ومحرك لمواصلة مشوارهم الإبداعي والمساهمة في تعزيز مكانة مسقط كوجهة ملهمة تُجسد قيم الجمال والابتكار.
وألقى احد اعضاء لجنة التحكيم كلمة أشاد فيها بالمستوى العالي للأعمال المشاركة، مؤكدا على أن الاختيار النهائي للأفلام الفائزة جاء بناءً على معايير دقيقة ركزت على الأصالة، والإبداع، والجودة الفنية، إضافة إلى تقديم رسائل ترويجية مميزة.
واشار محمد بن عبدالله العجمي رئيس الجمعية العمانية للسينما وعضو لجنة التحكيم أن اللجنة “تلقت 34 فيلمًا قصيرًا مميزًا، قدمت صورة مشرقة عن مسقط كوجهة سياحية عالمية تجمع بين الأصالة والحداثة، وبناءًا عليه فقد استندت عملية التقييم إلى عدد من المعايير وهي الإبداع والجودة الفنية بما يشمل التصوير، الإخراج، والمونتاج، وكذلك وضوح الرسالة الترويجيةمن حيث توافق الفيلم مع شعار المسابقة، بالإضافة إلى معيار التأثير العاطفي والجاذبية البصرية؛ وذلك من حيث قدرة الفيلم على إلهام الجمهور وتشجيع السياحة.
وأضاف العجمي قائلًا” واجهت اللجنة تحديًا كبيرًا في اختيار الأعمال الفائزة؛ نظرًا لجودة الأفلام المقدمة، حيث تميزت كل مشاركة بأسلوبها الخاص وسردها الإبداعي.
وأكد العجمي إلى إلى أن لجنة التحكيم ترى ضرورة تطوير الأفكار والبحث عن الجديد وغير المألوف لذهن المشاهد؛ بقصد زيادة اهتمامه بالفيلم، كما أوصت بتوسيع التغطية الجغرافية لمحافظة مسقط من خلال صنع أفلام ترويجية تعبر عن الإنسان والمكان وتشمل كل الولايات بتغطية مختلف المناطق في محافظة مسقط، من الشواطئ إلى الجبال، ومن الأسواق التقليدية إلى المعالم الحديثة، مع إظهار الجانب الحيوي والحياة في العاصمة مسقط وجمال مسقط مساءً.
وكذلك فقد وضعت اللجنة توصياتها بأهمية التوجه الحقيقي لعمق الموضوع، وعدم البقاء على سطح الفكرة، عن طريق طرح الأسئلة الصحيحة والصورة التي تعكس جوهر الفيلم، مع إمكانية النظر في تبني مبادرة لاستحداث مسابقة فرعية “مسقط بعيون الزوار” .
وشهد الحفل عرض مقاطع مختارة من الأفلام المشاركة، التي أظهرت تنوعاً في الأفكار والإبداع الفني.
وفي ختام الحفل قام معالي السيد سعود بن هلال البوسعيدي محافظ مسقط بتكريم الفائزين وأعضاء لجنة التحكيم والمساهمين في إنجاح المسابقة
الجدير بالذكر بأن المسابقة تضمنت موضوعات متنوعة شملت السياحة، والشراكة المجتمعية، والتنمية المستدامة، والتاريخ والثقافة، والهوية المعمارية، والتعليم المستدام. وقد تم تقييم الأفلام من قبل لجنة تحكيم متخصصة ضمت خبراء من الجمعية العمانية للسينما، ووزارة الإعلام، ومحافظة مسقط، ويمثل الحفل الختامي لمسابقة مسقط تلهمنا احتفاءً بالابتكار والإبداع، ويسلط الضوء على دور الشباب العُماني في تقديم أعمال بصرية ملهمة تعكس هوية مسقط الغنية بمكنونها الحضاري والثقافي.