القوات تختار شارل زيادة… وتدهس كرامة الشارع القواتي

القوات تختار شارل زيادة… وتدهس كرامة الشارع القواتي

“خيانة موصوفة في قلب الأشرفية: القوات تُكافئ من بصق في وجهها!”

في مشهد أقرب للمهزلة، قرّرت القوات اللبنانية في الأشرفية تبنّي ترشيح شارل زيادة، رجل لا يخجل من التقلّب والانتهازية، ولا يتردّد لحظة في طعن من قدّمه وساعده ورفعه.

زيادة، المعروف بسجله الأسود في معاداة القوات، واللي طالما وقف ضدّ خياراتها واستحقاقاتها، صار اليوم مرشحها الرسمي! كيف؟ ولماذا؟ وهل فعلاً بلغت الانتهازية هذا الدرك داخل حزبٍ يقول إنه “منبثق من المقاومة” و”وفيّ لتضحيات شهدائه”؟

الشارع القواتي انفجر. عائلات عريقة ومؤيدة تاريخياً انتفضت على هذا الترشيح الوقح. كيف يُكافأ رجل لم يترك فرصة إلا وهاجم فيها القوات، و”نقل البندقية من كتف إلى آخر” بحسب المصالح الشخصية؟ هذا ليس مجرد خطأ تكتيكي. هذه إهانة صريحة لكل شريف آمن بالقضية.

زيادة، الذي لطالما كان نكرةً سياسية، يتسلّق اليوم على حساب دماء وتاريخ وكرامة من ضحّوا. وهو لا يكتفي بالتسلّق، بل يسعى أيضاً لتلميع صورته من خلال حملات شعبوية رخيصة على حساب القوات نفسها! مهزلة حقيقية.

والأدهى، أن قيادة القوات تتجاهل حادثة حسّاسة وقعت مؤخرًا في المنطقة، كان يُفترض أن تُعيد حساباتها بناءً عليها وتحفظ كرامة واحدة من أعرق عائلاتها. لكنها كعادتها، اختارت أن تدير ظهرها لكل ذلك، وتُكرّس مقولة: “في السياسة، كل شي مسموح… حتى الخيانة”.

اليوم، القوات تقامر بسمعتها. تدوس على جمهورها. وتمنح الشرعية لمن باعها مرارًا وتكرارًا. وإذا كان حسابها ربح مقعد، فالخسارة الأخلاقية والسياسية أكبر من أن تُقدّر.