في مبادرة رائدة لتعزيز نزاهة المعلومات، ومكافحة المعلومات المضللة والمغلوطة على الإنترنت، وتعزيز الإعلام التعددي في لبنان، تطلق الأمم المتحدة في لبنان ومؤسسة مهارات حملة وطنية عبر وسائل التواصل الاجتماعي للترويج للمبادئ العالمية لنزاهة المعلومات، التي تم تطويرها وإطلاقها من قبل الأمم المتحدة في حزيران/يونيو 2024.
وتهدف الحملة، التي ستستمر لمدة شهرين عبر منصات التواصل الاجتماعي التابعة للأمم المتحدة في لبنان، ومركز الأمم المتحدة للإعلام في بيروت، ومؤسسة مهارات، إلى تزويد الصحافيين والعاملين في المجال الإعلامي، والجمهور بشكل عام بالمعرفة والأدوات اللازمة للتعامل مع الفضاء الرقمي بمسؤولية، وتقييم المعلومات التي يتعرضون لها، وحماية خصوصيتهم وبياناتهم الشخصية، مع توجيه العمل التشاركي المتعدد الأطراف نحو تعزيز حقوق الإنسان والمجتمعات السلمية.
ومن خلال هذه الحملة الاستراتيجية، تعاونت الأمم المتحدة في لبنان ومهارات مع مجموعة واسعة من الإعلاميين من خلفيات ومؤسسات إعلامية متعددة، لفهم هذه المبادئ وتعزيز التوعية بشأنها. كما تتوجه الحملة إلى الجمهور العام، من خلال تزويد الأفراد بالمهارات اللازمة لتقييم المعلومات التي يستهلكونها، وحماية تجربتهم الرقمية، وخصوصيتهم، وبياناتهم الشخصية.
وتتمحور هذه الحملة الإعلامية حول رسالة قوية وهي: “المعلومة حق، والنزاهة مسؤولية”. ولتجسيد هذه الرسالة، تتضمن الحملة 20 فيديو قصيرًا، يشارك فيها 20 صحافيًا وصحافية من لبنان، حيث يشرحون فيها الجوانب الأساسية لنزاهة المعلومات بطريقة مبسطة. وتتناول هذه الفيديوهات مواضيع محورية، مثل التحيّز الإعلامي، الفرق بين المعلومات المضلّلة والخاطئة، تقنيات التحقق من المعلومات، كيفية عمل الخوارزميات، ودور الذكاء الاصطناعي في المحتوى الإخباري، وغيرها.
وفي ضوء أهمية هذا الموضوع في السياق اللبناني الحالي، قال السيد عمران ريزا، نائب المنسقة الخاصة، المنسق المقيم ومنسق الشؤون الإنسانية للأمم المتحدة في لبنان: “في ظل التطور السريع للمشهد الرقمي اليوم، إن ضمان نزاهة المعلومات أصبح أكثر أهمية من أي وقت مضى. فالمعلومات المضللة والخاطئة وخطاب الكراهية تقوّض الثقة وتغذي الانقسامات. هذه الحملة المشتركة مع مهارات تؤكد التزامنا المشترك بالحقيقة، والصحافة المسؤولة، وتمكين الناس من اتخاذ قرارات مستنيرة والسيطرة على تجربتهم الرقمية وبياناتهم الخاصة.”
ومن جهتها، صرحت السيدة رلى مخايل، المؤسسة والمديرة التنفيذية لمؤسسة مهارات :”في عصرٍ أصبحت فيه المعلومات تُستخدم كسلاح، تبقى “مهارات” ملتزمة ببناء فضاء معلوماتي صحي قائم على الحقوق. فهذه الحملة تعكس إيماننا بأن نزاهة المعلومات ليست مجرد تحدٍ تقني، بل ضرورة ديمقراطية. ومن خلال تزويد الصحافيين والجمهور بالمعرفة والأدوات لمواجهة التضليل والدفاع عن حقوقهم الرقمية، فإننا نُعزز ثقافة المساءلة والتنوع والنقاش العام المستنير في لبنان والمنطقة.”
تتألف المبادئ العالمية لنزاهة المعلومات من خمسة مبادئ مترابطة: الثقة المجتمعية والمرونة؛ إعلام مستقل، حر وتعددي؛ حوافز صحية؛ الشفافية والبحث؛ وتمكين الجمهور. وترتكز هذه المبادئ على رؤية شاملة لنظام معلوماتي أكثر إنسانية. ووفقًا للأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، فإن هذه المبادئ تدعو إلى بيئة معلوماتية تعزز حقوق الإنسان ومستقبلًا مستدامًا، وتوفر أساسًا صلبًا للتنمية الشاملة والمستدامة، والعمل المناخي، والديمقراطية، والسلام.
النهاية
عن الأمم المتحدة في لبنان:
تتألف منظومة الأمم المتحدة في لبنان من 26 وكالة وصندوقًا وبرنامجًا، بالإضافة إلى بعثة حفظ سلام، وبعثة سياسية، ولجنة إقليمية. وتغطي هذه الهيئات طيفًا واسعًا من أعمال حفظ السلام، والسياسة، والتنمية، وحقوق الإنسان، والعمل الإنساني. وتدعم الأمم المتحدة لبنان في تعزيز أولوياته في السلام والأمن والتنمية وحقوق الإنسان على المدى الطويل. تابعوا الأمم المتحدة في لبنان على منصات X، فيسبوك وإنستغرام.
عن مهارات:
مؤسسة مهارات، هي منظمة معنية بحرية الرأي والتعبير تقودها نساء ومقرها في بيروت. تتخصص بالحملات المرتكزة على الأبحاث وتعزيز الروابط بين الصحافيين والأكاديميين وصانعي السياسات. تعمل مهارات على تعزيز حرية التعبير، واتاحة النقاشات المبنية على المعلومات، وتدافع عن نزاهة المعلومات عبر الإنترنت وخارجها. وتساهم مهارات بتعزيز الابتكار وإشراك المجتمع الصحافي وصناع التغيير في لبنان ومنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا على نطاق أوسع، لتعزيز السرديات والنقاشات التي تعزز التنوع ولمواجهة المعلومات المضللة والمعلومات الخاطئة وخطاب الكراهية. تابعوا مهارات على X، فيسبوك، وإنستغرام.