في عالم الأزياء، حيث تتطلب البدايات غالبًا سنوات من التحضير والفرص النادرة، استطاعت فتيحة شليغم، المعروفة بلقب “فاتي”، أن تثبّت حضورها بخطى واثقة منذ سن السادسة عشرة. لم تكن فتاة عادية تنظر إلى عروض الأزياء من بعيد، بل كانت تمتلك حلمًا واضحًا، وجمالًا طبيعيًا يرافقه وعي فني مبكر.
كانت بدايتها مع واحدة من أبرز المجلات النسائية في الجزائر، وهي مجلة “دزيريات”، حيث حصلت على فرصة للمشاركة في جلسات تصوير احترافية. ومن هناك، انطلقت رحلتها في عالم الأزياء، وبدأت في الظهور على المنصات ضمن عروض نظّمتها جهات مختلفة، وهو ما جعل اسمها يظهر تدريجياً في الأوساط الفنية والجمالية.
فتيحة لم تعتمد فقط على ملامحها الجذابة، بل أظهرت قدرة لافتة على التأقلم مع متطلبات المهنة، سواء من حيث الحضور، أو فهمها العميق لطبيعة الصورة والإضاءة والوقوف أمام العدسة. وقد ساعدها هذا الوعي على خلق نمط خاص بها، سرعان ما تميّز في عالم يضج بالمنافسة.
اللافت في تجربة فتيحة المبكرة، هو إصرارها على إثبات نفسها كامرأة جزائرية تطمح لكسر القوالب النمطية التي كانت – ولا تزال – تُحيط بميدان عروض الأزياء. لم يكن الطريق سهلاً، لكن دعم بعض المصورين والمصممين الذين رأوا فيها مشروع نجمة، أسهم في تهيئة بيئة محفّزة لنموها المهني.
ومع الوقت، بدأت فتيحة تكتسب ثقة الجمهور، واهتمام الصحافة المحلية، لتتحوّل من مجرد عارضة مبتدئة إلى وجه مطلوب في جلسات التصوير ومجلات الموضة. كانت هذه المرحلة الأولى حجر الأساس لمسيرة متعددة الأبعاد ستشمل لاحقًا التمثيل، الإعلام، والمشاركة في تمثيل الجزائر في محافل دولية.
لم تكن بدايات فتيحة شليغم مجرّد تجربة عابرة، بل كانت لحظة ولادة مشروع فني متكامل، بدأت فيه كعارضة أزياء شابة، لكنها حملت منذ البداية طموحاً يتجاوز منصات العرض.