تدشين محطة ضخ شكا وحقل دار بعشتار لتوليد الطاقة الشمسية
ضمن التعاون بين وزارة الطاقة والاتحاد الأوروبي والوكالة وفرنسا واليونيسف
الصّدي: الوصول لمياه آمنة ومستدامة حق مكتسب للإنسان
في خطوة مهمة نحو تعزيز الأمن المائي بشكل مستدام في الشمال، افتتح وزير الطاقة والمياه جو الصّدي محطة ضخ شكا بعد إعادة تأهيلها، ومن ثم حقل دار بعشتار لتوليد الطاقة الشمسية اللذين نفذا بتمويل من الاتحاد الأوروبي وبالتعاون مع مؤسسة مياه لبنان الشمالي، “الوكالة الفرنسية للتنمية” AFD و”اليونيسف”. ما سيشكّل نقلة نوعية في تأمين مياه مستدامة لسكان الشمال.
محطة شكا وحقل دار بعشتار هما تتويج لهذه الشراكة بين الأطراف المذكورة في مشروع شمل أيضاً تأهيل 14 محطة مياه وتحويلها للعمل بالطاقة الشمسية، بالإضافة إلى إعادة تأهيل ثماني محطات وقناة مياه، توسيع ستّ شبكات مياه تعتمد على الجاذبية وإنشاء ثلاث أنظمة جديدة لتوزيع المياه. أسهمت هذه المشاريع في تقليص كلفة الطاقة على مؤسسات المياه، ودعم استدامتها المالية وتحسين جودة خدماتها.
الحفل الذي حضره سفيرا الاتحاد الأوروبي ساندرا دو وال وفرنسا هيرفيه ماغرو، مدير الوكالة الفرنسية للتنمية في لبنان جان برتران موت، ممثلة اليونيسف بالإنابة في لبنان أندريا بيرتي، حشد من فاعليات المنطقة ورئيسا بلديتي شكا غابي بطرس ودار بعشتار عبير الشالوحي، أكد خلاله الصّدي أن الوصول لمياه آمنة ومستدامة يجب ان يكون حقاً مكتسباً للإنسان، لأن المياه عامل أساسي في الحياة، مضيفاً: “للإسف الظروف الصعبة التي تعصف بلبنان منذ أكتر من 50 سنة جعلت أبسط حقوق اللبنانيين غير متوفرة. لكن وقوف الدول الصديقة والمؤسسات الأممية، أكان الاتحاد الأوروبي أو فرنسا أو “اليونسيف” مشكورين الى جانبنا ومساعدتهم العملية على اكثر من صعيد تخفف من التقصير القائم وتحد من الخلل”.
تابع: “اليوم نجتمع نتيجة التعاون المشترك على صعيد الاستثمار في الطاقة الشمسية، تأهيل البنى التحتية وتوسيع الشبكات. تكرّس هذه الشراكة الالتزام بتأمين مياه آمنة للمجتمعات بطريقة مستدامة، صديقة للبيئة وقابلة للتطوير على المدى الطويل لنحو مليون ونصف مليون إنسان بلبنان. هذا تعاون، الذي شهد تنفيذ أكثر من مشروع مشترك، يتوّج اليوم بتدشين كل من محطة ضخ شكا بعد إعادة تأهيلها، وحقل دار بعشتار لتوليد الطاقة الشمسية”.
الصدي اكد أن تأمين المياه للبنانيين لا يتمّ بـ”عصا سحرية” بل هو عمل تراكمي، مضيفاً: “الأساس هو أن نشخّص المشاكل بطريقة علمية ودقيقة، ندرك الإمكانات التي بين أيدينا، نحدّد الحلول العملية وننفذها بكل إحترافية وشفافية كذلك، من المهم أن نتجنب الهدر: هدر المال وهدر الوقت وهدر الطاقات”.
ختم الصدي: “هذا النهج الذي نعمل عليه بالوزارة، نتّكل به بشكل كبير على التعاون مع الدول الصديقة والمؤسسات الأممية وبطليعتها الاتحاد الأوروبي و فرنسا و AFD واليونيسف. وقوفكم الى جنب لبنان ركيزة أساسية كي نكمل مسيرتنا بخدمة المواطنين”.
بدورها، قالت سفيرة الاتحاد الأوروبي في لبنان، ساندرا دو وال: ” الاتحاد الأوروبي ملتزم بدعم مسار الإصلاح في قطاع المياه، ويتركز عملنا مع وزارة الطاقة والمياه على تعزيز القطاع ككل، من الإدارات المركزية إلى مؤسسات المياه الإقليمية، إلى جانب المساهمة في إرساء الأسس التشريعية والمالية اللازمة لتحقيق تقدم مستدام.”
أضافت : ” ندعم أيضاً إعتماد ممارسات أفضل في إعداد الموازنات العامة لضمان الاستخدام الفعال للموارد في عام 2026 وما بعده، وسيتم التعاقد على تمويل إضافي من الاتحاد الأوروبي بقيمة 17 مليون يورو في عام 2025 لمواصلة تحقيق هذه التغييرات الحيوية”*.
من جهته، قال سفير فرنسا في لبنان هيرفي ماغرو: “إنّ تحسين الوصول إلى المياه لا يقتصر على البنى التحتية فقط. فمن خلال هذا المشروع، ندعم اعتماد الطاقة الشمسية، وإعادة التأهيل، وتحسين جودة الخدمات. التجارب في فرنسا وحول العالم تؤكد أن استدامة هذه الجهود ترتكز على مؤسسات قوية، ومشاركة مجتمعية فاعلة وإصلاحات حقيقية. فرنسا، إلى جانب الاتحاد الأوروبي، تقف إلى جانب الوزارة ومؤسسات المياه في هذا المسار”.
بدورها، شدّدت ممثلة اليونيسف بالإنابة في لبنان أندريا بيرتي على ان “هذه المشاريع ليست مجرد تحسينات تقنية، بل تمثل شريان حياة لآلاف العائلات وتكفل حقهم في الحصول على مياه نظيفة وآمنة حتى في الأوقات الصعبة. أضافت: “بالتعاون مع الاتحاد الأوروبي وAFD، أسهمنا في بناء خدمات مياه أكثر مرونة واستدامة، تدعم تعافي مؤسسات المياه وتعزّز قدرتها على توفير خدمات نوعية تراعي تغيّر المناخ، تماشيًا مع الاستراتيجية الوطنية لقطاع المياه”.
تجدر الإشارة الى أن حقل دار بعشتار للطاقة الشمسية يُعد إنجازاً مهماً لأهالي البلدة، إذ يؤمّن الطاقة لمحطة المياه الرئيسية التي تخدم نحو 4,000 نسمة. ويتيح هذا النظام، المكوّن من 336 لوحًا شمسياً، توليد طاقة نظيفة تضمن ضخ المياه من البئر الرئيسي لسبع ساعات يوميًا، حتى في غياب أشعة الشمس، بفضل تكامله مع شبكة الكهرباء الوطنية أو المولد الاحتياطي.
أما محطة ضخ شكا، فقد خضعت لعملية تحديث شملت تركيب أربع مضخات غاطسة متطورة، وتحديث أنظمة التحكم والمراقبة، ما حسّن الكفاءة التشغيلية والموثوقية في إيصال المياه إلى المجتمعات المحيطة.