سيدة الأعمال ديالا مشعلاني أبو سمرا: ”نسافر ولا نهاجر… فلبنان رسالتي وجذوري في البقاع”

سيدة الأعمال ديالا مشعلاني أبو سمرا: ”نسافر ولا نهاجر… فلبنان رسالتي وجذوري في البقاع”

مقابلة خاصة مع سيدة الأعمال ديالا مشعلاني أبو سمرا:

”نسافر ولا نهاجر… فلبنان رسالتي وجذوري في البقاع”

بداية، كيف تعرّفين نفسك اليوم؟

أنا ابنة البقاع قبل أن أكون سيدة أعمال. وُلدت وتربيت وتعلمت وكبرت في لبنان. تعرفت على زوجي رجل الأعمال السيد جورج أبو سمرا، الذي قضى معظم حياته في كندا، وحين قررنا أن نكمل حياتنا معًا، كان أول قرار لنا أن نعود ونعيش في لبنان. بدأ زوجي بتأسيس عمله هنا، لكن ظروف حرب تموز 2006 دفعتنا للعودة إلى كندا. هناك، أكملنا حياتنا، ورزقنا الله بعائلة جميلة من ثلاثة أولاد نشأوا وتعلموا في كندا، لكن أجواء بيتنا بقيت لبنانية بامتياز: اللغة، العادات، والتقاليد. ربينا أولادنا على حب لبنان، وكان دائمًا حاضرًا في تفاصيل يومياتنا.

أنا مغتربة بالجسد فقط، لكن قلبي دائمًا هنا، على هذه الأرض التي أنتمي إليها بكل وجداني. وأؤمن أن النجاح في الخارج لا يكتمل إلا إذا انعكس عطاءً وخيرًا في الداخل.

رغم امتلاكك لشركات في الخارج، ما الذي يدفعك للعودة إلى لبنان والمشاركة في أنشطته؟

نحن من الأساس لم نترك لنعود… بل الظروف أجبرتنا على الابتعاد. ومع ذلك، بقي لبنان جزءًا لا يتجزأ من حياتنا اليومية، سواء من خلال الأعمال الخيرية أو المشاركة في النشاطات الاجتماعية والثقافية.

لبنان ليس فندقًا نغادره عند أول عاصفة. هو بيت، وجذور، ورسالة. اخترت العودة ليس فقط بدافع الحنين، بل إيمانًا بأن لكل فرد مسؤولية تجاه أهله ومجتمعه. ”نسافر ولا نهاجر” هي القناعة التي أعيش بها… فالسفر فرصة، أما الهجرة فهي تخلي.

نراك دائمًا حاضرة في مناسبات ثقافية واجتماعية. ما الذي يدفعك إلى رعاية هذه الأحداث؟

لأن لبنان، رغم كل التحديات، لا يزال ينبض بالجمال والإبداع. ودوري، كابنة لهذا الوطن، أن أساهم في إبراز هذا الوجه المشرق. مهرجان ملكة جمال البقاع هو منصة لتكريم الجمال الذكي والواعي، وأنا فخورة أن أكون من بين رعاته هذا العام، لأنه يعبّر عن صورة لبنان المضيئة.

إلى جانب دعمك للمهرجانات، لك حضور قوي في العمل الخيري. كيف توفقين بين الاثنين؟

الجمال الحقيقي يكمن في العطاء. حين نرسم ابتسامة على وجه محتاج، نكون قد حققنا أجمل الألقاب. العمل الخيري ليس ترفًا، بل واجب نابع من إنسانيتنا. وأنا أعتبر أن كل مبادرة خيرية هي استثمار في كرامة الإنسان، وتكامل بين القلب والعقل في خدمة المجتمع.

أخيرًا، ما الرسالة التي توجهينها إلى اللبنانيين، خاصة المغتربين؟

لبنان بحاجة إلينا أكثر من أي وقت مضى. أدرك أن الظروف قد تكون قاسية على البعض، ولكن من يستطيع العودة فليعد. وأتمنى على كل شخص تزوج وعاش في الغربة أن يربّي أولاده على حب لبنان، وأن يحافظ على لغتنا الأم في البيت، لأنها الجسر الذي يصلهم بجذورهم.

فلنعكس الصورة الجميلة عن وطننا أينما كنا، ولنمنح أولادنا الفرصة ليشعروا بالانتماء. عندما يزورون لبنان، لا يجب أن يشعروا كغرباء، بل كأبناء لهذا الوطن. نحن لسنا ضيوفًا على لبنان… نحن أهله. فليبقَ الأمل حيًا، ولنبنِ معًا لبنان الذي نحلم به.